نص بعنوان 

أين الاهتمام؟ 


يوم في المدرسة، ذات يوم بعد أن انتهت المعلمة من شرح الدرس اليومي طلبت من طلاب صفها أن يكتشفوا موضوع تعبير بعنوان ”ماذا تحب أن تكون؟ “ وأعطت للتلاميذ وقتًا كافيًا لكتابة هذا الموضوع، وبعد انتهاء الوقت قامت المعلمة بجمع الأوراق وذهبت إلى منزلها؛ لتراجع ما كتبه الطلاب، لفتت نظرها رسالة معينة وما أن بدأت قراءتها حتى امتلأت عيناها بالدموع تأثرًا بما قرأته، وفي هذه اللحظة دخل عليها زوجها عائدًا من عمله وشاهد دموعها وتأثرها الشديد وهي ممسكة بهذه الورقة، فسألها الزوج عما حدث؟ ولماذا تبكي؟ فمدت يدها له بالورقة وطلبت منه أن يقرأها، بدأ الزوج يقرأ الرسالة التي كان نصها كالتالي: يا الله سأطلب منك الليلة شيئًا خاصًا جدًا، أتمنى أن تحولني إلى جهاز تليفزيون وأن آخذ مكان جهاز التليفزيون الموجود لدينا في المنزل، وأنا أعيش مثله بيننا تمامًا، وأن يكون لي مكان خاص في المنزل يجمع حولي كل العائلة وأن أعامل بكل جدية وانتباه عندما أتحدث وأن أكون مركز الاهتمام في الأسرة وألا أقاطع عندما أسال، وأن أتلقى نفس العناية والرعاية التي يحظى بها التليفزيون، وأن أستمتع برفقة والدي عندما يعود مساءً إلى المنزل عندما يكون متعبًا، وأن تتعلق بي أمي في كل وقت حتى في أشد لحظات حزنها ومللها، بدلًا من كل عدم الاهتمام الذي ألقاه الآن، كما أنني أريد أن يتعارك أخي من أجل قضاء الوقت معي وأن أشعر أن عائلتي تترك كل شيء فقط؛ لتقضي بعض الوقت معي، وأخيرًا أتمنى أن أجعلهم جميعًا سعداء، فقط كل ما أريده أن أعيش كجهاز التليفزيون الموجود لدينا في المنزل.

عندما انتهى الزوج من قراءة الرسالة قال وهو متأثر: يا له من شيء محزن جدًا؛ فهو طفل يعيش وحيدًا وحزينًا، 

ولكنني يا عزيزتي لا أرى أن الأمر يستحق كل هذا الحزن والدموع، فردت عليه زوجته قائلة: كاتب هذه المقالةِ هو ابننا. 


بقلم الكاتبة:سارة السيد "زهرة كليمانس" 

علي جريدة حروف مُتناثرة

المؤسسة/إيلين علي''آريانا''

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوار صحفي مع الكاتبة /إيمان القاضي

حوار صحفي مع الكاتبه /إيمان خميس

حوار صحفي مع الكاتبة / إيمان خميس