نص بعنوان

"سأبدأُ من جديد٢"

"أملٌ في الحياة" 


البعض يتمسك بأملٍ صغير، ثم يبدأ هذا الأمل يكبر، ويكبر في أعماقه حتى يتحقّق، لكن من يملك آمالًا عظيمة لا بد من أن تصبح هذه الآمال أعظم، ولا بد أن يقنع نفسه بأن يعمل أكثر وأكثر؛ ليصل إلى ما يُريد، فيتحول الأمل العظيم على هيئة واقع يصنع شخص عظيم ميزته الرائعة أنه لم يتخلّ عن آماله وطموحاته، وإنما سعى إليها وركض لأجلها وحارب ولم يستسلم، وأخذ عهد على نفسه بأن يصل حتى وصل إلى ما يريد، لا للاستسلام ولليائسين ولا قيمة لكلام المحبطين؛ لأنهم مجرّد أشخاصٍ تملكتهم الغيرة، وتمكن منهم الحسد، فأرادوا أن يسرقوا آمال غيرهم، وعلى كلّ شخص يملك ذرةُ أملٍ أن يخبئ آماله وأحلامه عن هؤلاء، وأن نكون دومًا إلى جانب من يعلمونه كيفية التمسك بالآمال والأحلام، ويحثونا على أن نسعى لأجلها؛ فهؤلاء هم وقودنا الذي يمنحنا الشغف ويزيدون من عزمنا؛ فَالعظمة الحقيقية تبدأ عندما نكون أصحاب ثقة وسط العواصف والمنعطفات والتحديات، فإن استطعنا أن نتحمّل جفاف العمر وسط الصحراء الجرداء ستتحول حياتنا إلى ربيعٍ دائم، المهم ألّا نتركها تخبو في قلوبنا، وأن نداري الشمعة التي أشعلناها من أيّة نسمة هواء، فالربيع لا بد أن يأتي يومًا، والشمس مهما غابت ستشرق مجددًا، والمطر سيهطل مهما طال الجفاف، طوبي للآمال العظيمة حين تتحقق، وتجعل العيون تدمع بالفرح، وطوبي للأحلام والمجد كلّ المجد لها، تلك التي ستصنع أشخاصًا عظماء منتصرين على الواقع البائس بكلّ قوة، لا يهمهم غدر الأيام، ولا تخلّي الناس عنهم، ولا يعلقون الفشل على شماعة الظروف، وإنما يحاولون مجددًا؛ فالحياة هي الأمل وهي العظمة، ومن أراد أن يكون عظيمًا لا بد أن يغامر ويعبر الجبال والوديان والبحار، فالأمل هو رأس مالنا في حياتنا الذي علينا أن نزيد عليه وأن نتركه يثمر وينضج حتى يسير بنا إلى المكان الذي نريد أن نصله، والإنسان العاقل يظلّ متأملًا حتى آخر يومٍ في حياته ومهما طال عمره، آمالنا العظيمة تُشبه فراشات تُحلّق في فضاء الأحلام، بل هي نجومٌ مضيئة أخذت على عاتقها عهدًا أن تتحول إلى شموسٍ مشرقة تضج بالحياة، وتبعث الدفء في نفوسنا، وتعطينا روحًا إضافية تسافر في محيطٍ من الشغف الذي لا يخبو حتى لو أنّ الرياح سارت أحيانًا بعكس اتجاه شراع السفينة وحتى لو كان السواد شديدًا لا بد أن يأتي بياض العمر، وتتلون أحلامنا بالجمال والتألق والحياة، فقط كل طرق السعادة تكمن بداخلك.


بقلم الكاتبة: سارة السيد "زهرة كليمانس"

علي جريدة حروف مُتناثرة

المؤسسة/إيلين علي''آريانا''

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوار صحفي مع الكاتبة /إيمان القاضي

حوار صحفي مع الكاتبه /إيمان خميس

حوار صحفي مع الكاتبة / إيمان خميس