"فقدان أمي"
« فقدان أمي »
ذات يوم عندما كنتُ طفلة، كنتُ أجلس في غرفتي، أمام النافذة، أخيط ملابسي، تذكرتُ حينها أمي، وغيابها الذي أثَّر عليَّ كثيرًا، عندما فقدتُ أمي أصبحتُ مُنكسرة؛ فأمي كانت وطني وسندي في هذه الحياة المُتعبة، المُنهكة، الصعبة، كانت أمي تفعل لي الكثير، كانت توقظني من النوم باكرًا؛ لأذهب إلىٰ المدرسة، كانت تحضر لي الطعام، كانت تذاكر لي الدروس، عندما تتمزق ملابسي كانت تخيطها بكل حُب، بأيديها الناعمة الدافئة، فعندما كنت مريضًا كانت أمي يؤلمها تعبي وألمي، يكسرها حُزني، يرهقها خوفي، كانت تحمل همي، من بعدها سيحمل همي!
اشتقتُ لوردة جميلة رحلت، ولا يزال عطرها يفوح في قلبي، ومن أنا من دونك يا أمي!
غيَب وجه أمي الموت، فقدت الحُب الحقيقي، والقلب الكبير، فقدت ذلك الصوت الهامس الدافئ الحنون، الذي كان يسكنني ويملؤني بالحلم والأمل والبهجة، عن فقدك أصاب قلبي الزلزال فارتجف حزنًا، لستُ بخير، أفتقدك وكأنني أفتقد حياتي بكل ما فيها، وأفتقدك يا أمي، كنتِ ومازلتِ بالنسبة لي وطني وملجأي الوحيد في هذه الدنيا، أنتِ الحياة يا كل الحياة، من بعدك أصبحت الحياة شقاءًا، وتعبًا، وجحيمًا، قد تعبت في غير حضنك ومن دون حضنك، الناس والحياة والآخرون ظالمون، ما استرحتُ وغير حضنك ما وجدتُ، ففي الجنة سأحتضن أمي، لا زلت أتمنىٰ أنكِ علىٰ قيد الحياة، وأن وفاتك مجرد حلم.
بقلم: ندى محمود.
جريدة: حروف مُتناثره.
تعليقات
إرسال تعليق