"سكون"

 نص بعنوان: "سكون".


صمت ملأ المكان فجأة جعل العالم توقف عن التحرك، لا أدري هل جميع الأصوات هي التي صمتت أم أني أنا من أصبحت أصم؟ جميع العيون قد سُلطت عليها، لماذا وكيف يحدث لي ذلك؟ وكأن جميع حواسي قد توقفت عن العمل، هل هي حقًا تنظر إليَّ وتبتسم أم أن عقلي هو من يصور لي هذا؟ أأُصبت بالثمالة من مجرد النظر في عينيها حقًا أم أن عينيها هي التي ألقت بتعويذة من السحر على قلبي حتى يخضع لها من مجرد نظرة؟ هل حقًا أن تلك البسمة الصافية الجميلة تكون لي أم أني أحلم بها؟ لا لا هذا ليس بحلم؛ بل هي حقيقة، هي أمامي بالفعل وتنظر بإتجاهي وتبتسم، وكأن الكون قد توقف عن العمل بمجرد نظرة، بمجرد التقاء أعيننا، بمجرد بسمة رُسمت على ثغرها، أهٍ أهٍ أهٍ من سعادة قلبي الصغير الذي لا تسعفه القوة حتى يتوقف عن الخفقان، أهٍ من قدميَّ التي تأبيان أن تتحركا تجاهها ولو بخطوة، أهٍ من هذا العقل الذي توقف عن التفكير وحل محله السكون، ويا له من سكون، أتمنى أن يدوم طول العُمر ما دامت هي معي، أهٍ من شتاء كانت هي قهوته، وأهٍ من لحنٍ كانت هي أغنيته، وأهٍ من ضجة كانت هي سكينتهُا، وأهٍ من ليل كانت هي نجمته، وأهٍ من وحدة كانت هي مؤنستها، وأهٍ من قلبٍ كانت هي فرحته، وأهٍ من انتظار سجين كانت هي حُريته، وأهٍ من عاشقٍ كانت هي حبيبته، تقدمي يا قدمي واذهبي نحوها، أخبرها يا لساني أنها من كان ينتظرها القلب حتى يبوح عما فيه، اقبضي عليها يا قبضتي ولا تُفلتِ يدها حتى الممات؛ فهي الحبيبة وهي نبع الفؤاد.


بقلم الكاتبة/ هدى همام "عبق"

جريدة: "حروف مُتناثرة".

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حوار صحفي مع الكاتبة /إيمان القاضي

حوار صحفي مع الكاتبه /إيمان خميس

حوار صحفي مع الكاتبة / إيمان خميس